الأمن السيبراني وأمن المعلومات لم يعد مجرد مصطلحات تقنية، بل أصبحا ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الحديثة وحماية مستقبلها الرقمي.
عندما نتحدث عن الأمن السيبراني فنحن لا نتحدث عن جدران نارية أو برامج مكافحة الفيروسات فقط، بل نتحدث عن بيئة متكاملة من الوعي، والتقنيات، والسياسات التي تتصدى للهجمات الرقمية بكل أشكالها.
إن التهديدات تتطور بسرعة تفوق أحياناً قدرة الأنظمة على المواجهة، لذلك أصبح الذكاء الاصطناعي والتحليلات السلوكية أدوات أساسية في تعزيز القدرة الدفاعية للمؤسسات والأفراد.
أمن المعلومات بدوره يركز على حماية البيانات بجميع صورها، سواء كانت مخزنة أو متبادلة أو معالجة، لأنه لا قيمة للتكنولوجيا إذا فقدت الثقة في سرية المعلومات ودقتها وتوافرها.
في عالم اليوم، أصبحت الهجمات الإلكترونية تستهدف الحكومات، الشركات، وحتى الأفراد العاديين، حيث باتت البيانات تساوي الذهب، بل وتفوقه قيمة.
الوعي الأمني هو السلاح الأول، فالموظف غير المدرك قد يكون الثغرة الأخطر داخل أي منظمة مهما بلغت قوة أنظمتها.
إن ثقافة الأمن تبدأ من أبسط التفاصيل مثل كلمات المرور، مروراً بعمليات التحقق المتعدد، وصولاً إلى سياسات الحوكمة الرقمية.
الأمن السيبراني لا يحمي الأنظمة فقط، بل يحمي الاقتصادات، السمعة، وحتى الأمن القومي للدول.
كل نقرة، وكل رسالة بريد إلكتروني، وكل معاملة مالية عبر الإنترنت، أصبحت جزءاً من معركة غير مرئية بين المهاجمين والمدافعين.
إن المستقبل يتطلب منا أن نكون أكثر استعداداً، وأكثر وعياً، وأكثر استثماراً في الحلول الأمنية التي لا تقتصر على الدفاع بل تتجاوز إلى التنبؤ والهجوم الاستباقي.
التحالف بين أمن المعلومات والأمن السيبراني يشكل مظلة شاملة تضمن حماية البيانات والأنظمة والأشخاص.
في نهاية المطاف، الأمن لم يعد خياراً، بل هو ضرورة وجودية في عالم يعتمد بشكل كامل على الرقمنة.
المعرفة هي الدرع، والتقنية هي السيف، والوعي هو الحصن الذي لا يمكن اختراقه بسهولة
المهندس طلال السحيمي